فصل: قال صاحب المنار في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال الكرماني: هذا نفي معناه النهي، وخصَّ هؤلاء بالذكر وكل الناس في ذلك سواء لقربهم منه، وأنه لا يخفى عليهم خروجه.
قال قتادة: كان هذا الإلزام خاصًا مع النبي صلى الله عليه وسلم وجواب النفر إلى الغزو إذا خرج هو بنفسه، ولم يبق هذا الحكم مع غيره من الخلفاء.
وقال زيد بن أسلم: كان هذا الأمر والإلزام في قلة الإسلام، واحتياج إلى اتصال الأيدي، ثم نسخ عند قوة الإسلام بقوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} قال: وهذا كله في الانبعاث إلى غزو العدو على الدخول في الإسلام، وأما إذا ألم العدوّ بجهة فيتعين على كل أحد القيام بذنبه ومكافحته، والإشارة بذلك إلى ما تضمنه انتفاء التخلف من وجوب الخروج معه وبذل النفس دونه، كأنه قيل: ذلك الوجوب للخروج وبذل النفس هو بسبب ما أعد الله لهم من الثواب الجسيم على المشاق التي تنالهم، وما يتسنى على أيديهم من إيذاء أعداء الإسلام.
والظمأ العطش.
وقرأ عبيد بن عمير ظماء بالمد مثل: سفه سفاهًا، ولما كان العطش أشق الأشياء المؤدية للمسافر بكثرة الحركة وإزعاج النفس وخصوصًا في شدة الحر كغزوة تبوك بدئ به أولًا، وثنى بالنصب وهو التعب لأنه الكلال الذي يلحق المسافر والإعياء الناشيء عن العطش والسير، وأتى ثالثًا بالجوع لأنه حاله يمكن الصبر عليها الأوقات العديدة، بخلاف العطش والنصب المفضيين إلى الخلود والانقطاع عن السفر.
فكان الإخبار بما يعرض للمسافر أولًا فثانيًا فثالثًا.
وموطئًا مفعل من وطئ، فاحتمل أنْ يكون مكانًا، واحتمل مصدرًا.
والفاعل في يغيظ عائد على المصدر، إما على موطئ إن كان مصدرًا، وإما على ما يفهم من موطئ إن كان مكانًا، أي يغيظ وطؤهم إياه الكفار.
وأطلق موطئًا إذا كان مكانًا ليعم كل موطئ يغيظ وطؤه الكفار، سواء كان من أمكنة الكفار، أم من أمكنة المسلمين إذا كان في سلوكه غيظهم.
والوطء يدخل فيه بالحوافر والإخفاف والأرجل.
وقرأ زيد بن علي: يغيظ بضم الياء.
والنيل مصدر، فاحتمل أن يبقى على موضوعه، واحتمل أن يراد به المنيل.
وأطلق نيلًا ليعمّ القليل والكثير مما يسوءهم قتلًا وأسرًا وغنيمة وهزيمة، وليست الياء في نيل بدلًا من واو خلافًا لزاعم ذلك، بل نال مادتان: إحداهما من ذوات الواو نلته أنوله نولًا ونوالًا من العطية، ومنه التناول.
والأخرى: هذه من ذوات الياء، نلته ناله نيلًا إذا أصابه وأدركه.
وبدئ في هاتين الجملتين بالأسبق أيضًا وهو الوطء، ثم ثنى بالنيل من العدو.
جاء العموم في الكفار بالألف واللام، وفي من عدو لكونه في سياق النفي، وبدئ أولًا بما يحض المسافر في الجهاد في نفسه، ثم ثانيًا بما يترتب على تحمل تلك المشاق من غيظ الكفار والنيل من العدو.
وقال الزمخشري: ويجوز أن يراد بالوطء الإيقاع والإبادة، لا الوطء بالأقدام والحوافر كقوله عليه السلام: «آخر وطأة وطئها الله بوج» والكتب هنا يحتمل أن يكون حقيقة أي: كتب في الصحائف، أو في اللوح المحفوظ، ليجازى عليه يوم القيامة.
ويحتمل أن يكون استعارة، عبر عن الثبوت بالكتابة لأنّ من أراد أن يثبت شيئًا كتبه.
والجملة من كتب في موضع الحال، وبه أفرد الضمير إجراء له مجرى اسم الإشارة كأنه قيل: إلا كتب لهم بذلك عمل صالح أي: بإصابة الظمأ والنصب والمخمصة والوطء والنيل.
وفي الحديث: «من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار» وقال ابن عباس: بكل روعة تنالهم في سبيل الله سبعون ألف حسنة.
والنفقة الصغيرة قال ابن عباس: كالثمرة ونحوها، والكبيرة ما فوقها.
وقال الزمخشري: صغيرة ولو تمرة، ولو علاقة سوط،.
ولا كبيرة مثل ما أنفق عثمان في جيش العسرة انتهى.
وقدم صغيرة على سبيل الاهتمام كقوله: {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة} {ولا أصغر من ذلك ولا أكبر} وإذا كتب أجر الصغيرة فأحرى أجر الكبيرة.
ومفعول كتب مضمر يعود على المصدر المفهوم من ينفقون ويقطعون، كأنه قيل: كتب لهم هو أي الإنفاق والقطع، ويجوز أن يعود على قوله: {عمل صالح} المتقدم الذكر.
وتأخرت هاتان الجملتان وقدّمت تلك الجمل السابقة لأنها أشق على النفس وأنكى في العدو، وهاتان أهون لأنهما في الأموال وقطع الأرض إلى العدو، سواء حصل غيظ الكفار والنيل من العدو أم لم يحصلا، فهذا أعم وتلك أخص.
وكان تعليل تلك آكد، إذ جاء بالجملة الإسمية المؤكدة بأنّ، وذكر فيه الأجر.
ولفظ المحسنين تنبيهًا على أنهم حازوا رتب الإحسان التي هي أعلى رتب المؤمنين.
وفي هاتين الجملتين أتى بلام العلة وهي متعلقة بكتب والتقدير: أحسن جزاء الذي كانوا يعملون، لأنّ عملهم له جزاء حسن، وله جزاء أحسن، وهنا الجزاء أحسن جزاء.
وقال أبو عبد الله الرازي: أحسن ما كانوا يعملون فيه وجهان: الأول: أن أحسن من صفة فعلهم، وفيها الواجب والمندوب دون المباح انتهى.
هذا الوجه فاحتمل أن يكون أحسن بدلًا من ضمير ليجزيهم بدل اشتمال، كأنه قيل: ليجزي الله أحسن أفعالهم بالأحسن من الجزاء، أو بما شاء من الجزاء.
ويحتمل أن يكون ذلك على حذف مضاف فيكون التقدير: ليجزيهم جزاءً أحسن أفعالهم.
والثاني: أن الأحسن صفة للجزاء أي: يجزيهم جزاء هو أحسن من أعمالهم وأجلّ وأفضل، وهو الثواب انتهى، هذا الوجه، وإذا كان الأحسن من صفة الجزاء فكيف أضيف إلى الأعمال وليس بعضها منها؟ وكيف يقع التفضيل إذ ذاك بين الجزاء وبين الأعمال، ولم يصرح فيه بمن؟. اهـ.

.قال الشوكاني في الآيتين:

{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ}
في قوله: {مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة} إلخ، زيادة تأكيد لوجوب الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحريم التخلف عنه: أي ما صح وما استقام لأهل المدينة {وَمَنْ حَوْلَهُمْ مّنَ الأعراب} كمزينة وجهينة، وأشجع وأسلم وغفار {أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ الله}، صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وإنما خصهم الله سبحانه لأنهم قد استنفروا، فلم ينفروا، بخلاف غيرهم من العرب، فإنهم لم يستنفروا مع كون هؤلاء لقربهم وجوارهم أحق بالنصرة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم {وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ} أي: وما كان لهم أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، فيشحون بها ويصونونها، ولا يشحون بنفس رسول الله، ويصونونها كما شحوا بأنفسهم وصانوها، يقال: رغبت عن كذا: أي ترفعت عنه، بل واجب عليهم أن يكابدوا معه المشاق، ويجاهدوا بين يديه أهل الشقاق.
ويبذلوا أنفسهم دون نفسه؛ وفي هذا الإخبار معنى الأمر لهم مع ما يفيده إيراده على هذه الصيغة من التوبيخ لهم، والتقريع الشديد، والتهييج لهم، والإزراء عليهم.
والإشارة بقوله: {ذلك} إلى ما يفيده السياق من وجوب المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي ذلك الوجوب عليهم بسبب أنهم مثابون على أنواع المتاعب، وأصناف الشدائد.
والظمأ: العطش، والنصب: التعب، والمخمصة: المجاعة الشديدة التي يظهر عندها ضمور البطن.
وقرأ عبيد بن عمير {ظماء} بالمد.
وقرأ غيره بالقصر، وهما لغتان مثل خطأ وخطاء، و{لا} في هذه المواضع زائدة للتأكيد.
ومعنى {فِى سَبِيلِ الله} في طاعة الله.
قوله: {وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الكفار} أي: لا يدوسون مكانًا من أمكنة الكفار بأقدامهم، أو بحوافر خيولهم أو بأخفاف رواحلهم، فيحصل بسبب ذلك الغيظ للكفار.
والموطئ: اسم مكان، ويجوز أن يكون مصدرًا {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّيْلًا} أي: يصيبون من عدوّهم قتلًا أو أسرًا أو هزيمة أو غنيمة، وأصله: من نلت الشيء أنال: أي أصيب.
قال الكسائي: هو من قولهم: أمر منيل منه، وليس هو من التناول، إنما التناول من نلته بالعطية.
قال غيره: نلت أنول من العطية، ونلته أناله: أدركته، والضمير في {بِهِ} يعود إلى كل واحد من الأمور المذكورة، والعمل الصالح: الحسنة المقبولة: أي إلا كتبه الله لهم حسنة مقبولة يجازيهم بها، وجملة: {إِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحسنين} في حكم التعليل لما سبق مع كونه يشمل كل محسن، ويصدق على المذكورين هنا صدقًا أوّليًا.
قوله: {وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً} معطوف على ما قبله: أي ولا يقع منهم الإنفاق في الحرب، وإن كان شيئًا صغيرًا يسيرًا {وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا} وهو في الأصل كل منفرج بين جبال وآكام يكون منفذًا للسيل، والعرب تقول: واد وأودية على غير قياس.
قال النحاس: ولا يعرف فيما علمت فاعل وأفعلة {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ} أي: كتب لهم ذلك الذي عملوه من النفقة والسفر في الجهاد {لِيَجْزِيَهُمُ الله} به {أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} أي: أحسن جزاء ما كانوا يعملون من الأعمال، ويجوز أن يكون في قوله: {إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ} ضمير يرجع إلى عمل صالح.
وقد ذهب جماعة إلى أن هذه الآية منسوخة بالآية المذكورة بعدها، وهي قوله: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَافَّةً} فإنها تدل على جواز التخلف من البعض، مع القيام بالجهاد من البعض، وسيأتي.
وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق عمر بن مالك، عن بعض الصحابة قال: لما نزلت: {مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة} الآية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالحق لولا ضعفاء الناس ما كانت سرية إلا كنت فيها» وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ابن زيد، في قوله: {مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة} قال هذا حين كان الإسلام قليلًا لم يكن لأحد أن يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كثر الإسلام وفشا قال الله: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَافَّةً}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، وإبراهيم بن محمد الفزاري، وعيسى بن يونس السبيعي، أنهم قالوا في قوله تعالى: {وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّيْلًا} قالوا: هذه الآية للمسلمين إلى أن تقوم الساعة. اهـ.

.قال صاحب المنار في الآيات السابقة:

{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} أي وَتَابَ أَيْضًا عَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا عَنِ الْخُرُوجِ إِلَى تَبُوكَ مَعَهُ صلى الله عليه وسلم وَهُمُ الْمُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ فِي الْآيَةِ (106) أَوْ خُلِّفُوا بِمَعْنَى أُرْجِئُوا حَتَّى يَنْزِلَ فِيهِمْ أَمْرُ اللهِ، وَهُمْ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ مَنْ بَنِي سَلِمَةَ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ مِنْ بَنِي وَاقِفٍ وَمُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ مَنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: {حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} أَيْ خُلِّفُوا وَأَبْهَمَ اللهُ أَمْرَهُمْ إِلَى أَنْ شَعَرُوا بِأَنَّ الْأَرْضَ قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ بِرَحِبِهَا أَيْ بِمَا وَسِعَتْ مِنَ الْخَلْقِ خَوْفًا مِنَ الْعَاقِبَةِ وَتَأَلُّمًا وَامْتِعَاضًا مِنْ إِعْرَاضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَالْمُؤْمِنِينَ عَنْهُمْ وَهَجْرِهِمْ إِيَّاهُمْ فِي الْمُجَالَسَةِ وَالْمُحَادَثَةِ وَالتَّحِيَّةِ {وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ} أَيْ وَضَاقَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ بِمَا كَانُوا يَشْعُرُونَ بِهِ مِنْ ضِيقِ صُدُورِهِمْ بِامْتِلَاءِ قُلُوبِهِمْ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ حَتَّى لَا مُتَّسَعَ فِيهَا لِشَيْءٍ مِنَ الْبَسْطِ وَالسُّرُورِ، فَكَأَنَّهُمْ لَا يَجِدُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَكَانًا تَرْتَاحُ إِلَيْهِ وَتَطْمَئِنُّ بِهِ {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ} وَاعْتَقَدُوا أَنَّهُ لَا مَلْجَأَ لَهُمْ مِنْ سُخْطِ اللهِ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ إِلَّا إِلَيْهِ تَعَالَى بِأَنْ يَتُوبُوا إِلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُوهُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ فَإِنَّ الرَّسُولَ الْبَرَّ الرَّءُوفَ الرَّحِيمَ بِأَصْحَابِهِ مَا عَادَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُكَلِّمُهُمْ حَتَّى يَطْلُبُوا دُعَاءَهُ وَاسْتِغْفَارَهُ، وَهُوَ صلى الله عليه وسلم لَا يَشْفَعُ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى اللهُ أَنْ يَشْفَعَ لَهُمْ {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} أَيْ بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ عَطَفَ تَعَالَى وَرَجَعَ عَلَيْهِمْ وَأَنْزَلَ قَبُولَ تَوْبَتِهِمْ أَوْ وَفَّقَهُمْ لِلتَّوْبَةِ الْمَقْبُولَةِ عِنْدَهُ {لِيَتُوبُوا} وَيَرْجِعُوا إِلَيْهِ بَعْدَ إِعْرَاضِهِمْ عَنْ هِدَايَتِهِ وَاتِّبَاعِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم، {وَإِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}: إِنَّهُ تَعَالَى هُوَ كَثِيرُ الْقَبُولِ لِتَوْبَةِ التَّائِبِينَ، الْوَاسِعُ الرَّحْمَةِ لِلْمُحْسِنِينَ، وَتَقَدَّمَ مِثْلُهُ قَرِيبًا.
وَإِنَّ الْعِبْرَةَ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ لَا تَتِمُّ إِلَّا بِذِكْرِ أَصَحِّ الرِّوَايَاتِ وَأَوْسَعِهَا فِي شَرْحِ مَا بَيَّنَ اللهُ مِنْ حَالِهِمْ فِيهَا وَهُوَ حَدِيثُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَشْهَرُ مُدَوِّنِي التَّفْسِيرِ الْمَأْثُورِ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ- وَكَانَ قَائِدُ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ.